خبرية علمية ثقافية طبية اقتصادية اجتماعية

    حوار احمد زكي بدر مع منى الشاذلي

    لم تهدأ العواصف الإعلامية منذ وصول د. احمد زكي بدر، وزير التعليم المصري، إلى مقعد الوزارة بداية من التصريحات التي ألمح من خلالها إلى ضرورة العقاب البدني في العملية التربوية والتعليمية حين قال بالحرف الواحد : "إن المدرس فقد هيبته حين تخلى عن عصاه"، ومرورا بجولاته البوليسية على المدارس الحكومية، وانتهاءً بالزوبعة الأخيرة التي شهدتها مدرسة الخلفاء الراشدين والتي أسفرت عن فضيحة شهدها العالم أجمع عندما اصطحب الصحفيين وكاميرات الفضائيات لتسجيل وقائع المهزلة التي ظهر خلالها الوزير كضابط شرطة أكثر من رجل تربية وتعليم.

    خصوصا حين راح يوجه الإهانات البذيئة لمدير المدرسة والمدرسين الذين اصطفوا "يا حرام" في طابور أشبه بطابور التلامذة الفاشلين لسماع شتائمهم بآذانهم، ثم بعد ذلك أمر بنقل المدرسين والمدير وعددهم 108 إلى إدارة الفيوم التعليمية، ضاربا عرض الحائط بكافة اللوائح والقوانين التي تنظم إجراءات توقيع العقوبة بصورة لا يقبلها أي عقل أو منطق.


    وتكتمل وقائع المهزلة بظهور الوزير على فضائية "دريم" وبالتحديد في برنامج العاشرة مساءً ليعلنها على الملأ أنه الآمر الناهي والحاكم بأمره الذي لا راد لقراره، مضيفا أنه ضبط المدرسين والمدير في "حالة تلبس"، متغافلا مسئولية الوزارة عن وجود هذه الفضائح في هذه المدارس.


    وبغض النظر عن الإهانات التي وجهها الوزير لطاقم التدريس الذين سيظلوا موصومين بها أبد الدهر، تستوقفنا في هذه الواقعة عدة مخالفات انزلق إليها الوزير، وجميعها يبرهن على التناقضات والتخبط في تصريحاته، فحين تحدث عن ضرورة ضرب التلاميذ في المدارس كان يري أن الضرب في المدارس تأديب وتهذيب وإصلاح للتلميذ "لأن الوزارة اسمها التربية قبل التعليم" ومن حقوق المدرس الذي لا يمكن نزعه منه.


    بل إن الوزير أكد أنه تعرض للضرب في المدرسة ورغم ذلك مازال يحمل كل مشاعر الحب والود لمدرسيه الذين ضربوه لكي يصنعوا منه شخصا ناجحا في المستقبل لكن بعد هذه التصريحات الجريئة وجدنا أنه يتراجع ويرفض الضرب في المدارس ويؤكد - مرة ثانية - أن تصريحاته تم فهمها بشكل خطأ.




    أحمد زكي بدر في زيارات مفاجأة للمدارس

    وسرعان ما تفانى بعض المدرسين في إثبات ولائهم لأوامر الوزير فراح أحدهم يكسر ذراع تلميذه، وقام آخر بوضع حذائه فوق رأس طالب في فناء المدرسة، وقام ثالث بإلقاء أحد الطلبة من الدور الرابع ليلقى حتفه في الحال وجميعهم أكدوا أنهم قاموا بهذه الأفعال تنفيذا لأوامر وزير التعليم، ابن وزير الداخلية.


    ثاني هذه الوقفات تتعلق بمسألة نقل 108 مدرس لإدارة تعليمية نائية كعقوبة تأديبية بدون تحقيق أو مراعاة لقانون أو حتى احتمال ولو 1% في وجود مدرس مظلوم تعرض لبطش الوزير بدون أي ذنب، والأخطر من هذا أن إذا كانوا كلهم مذنبين فمن المسئول عن وجودهم، وهل حاسب الوزير نفسه ومن سبقه قبل أن يحاسب هؤلاء المدرسين.


    أما ثالث هذه الوقفات فيتعلق بأهمية هذا "الشو" الإعلامي الذي اصطحب خلاله جناب الوزير عددا من الصحفيين ليكونوا شهداء على تلك "المجزرة" التي عقد النية مسبقا على تنفيذها والدليل "قالوا له" على رأي الكوميديان عادل إمام، فمن غير المعقول أنه سيصطحب كل هؤلاء الإعلاميين ثم يعودوا بخفي حنين دون "ضربة معلم"، بصورة وضعت الواقعة بأكملها في صورة مسرحية كوميدية على طريقة "مش هتقدر تغمض عينيك".


    أما آخر تلك الوقفات فتتعلق ببعض التساؤلات المطلوب من جناب "الوزير ابن الوزير" أن يجيب عليها مثل سوء حالة الأبنية التعليمية وعدم صلاحيتها لإيواء الماعز والخراف، وكذلك وقائع فساد الكبار في وزارته الميمونة والتي نشرتها أجهزة رقابية أقلها الاستيلاء على الملايين بدون وجه حق.


    وأيضا هل يجوز انتظار أن يكون المدرس أنسانا سويا وهو مسئول عن غرس القيم والمبادئ إلى جانب تعليم التلاميذ وهو يتقاضى أقل من 20 جنيه في اليوم، وأخيرا هل تصلح العصا ما أفسده الدهر وهل ستنتج لنا جيلا واعيا مدركا للعالم من حوله أم أن إصلاح أحوال وتأهيل المدرس وتوفير الإمكانيات للعملية التعليمية أهم من عودة الضرب، بعدها ربما يكون من حق وزير التعليم الضرب بيد من حديد على أيدي المخالفين.. "مش كده ولا إيه".

    مقاطع الفيديو
    وزير التربية والتعليم في زيارة مفاجئة لمدرسة بحلوان

    حوار احمد زكي بدر وزير التربية والتعليم مع منى الشاذلي في العاشرة مساءا على قناة دريم





    RSS Feed Subscribe to our RSS Feed

    Posted on : | By : aziz829 | In :