خبرية علمية ثقافية طبية اقتصادية اجتماعية

    "إسرائيل" تروج لـ"قصة حب" أنقرة وتل أبيب

    رغم الضباب الذي يخيم على علاقات الكيان الصهيوني بتركيا، إلا أن إعلام الاحتلال الإسرائيلي يحاول تحسينها أملا في عقد لقاء قريب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ونظيره التركي رجب طيب أردوجان.



    واهتمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بإبراز حسن النوايا التركية تجاه إسرائيل بعد تمكن الأمن التركي مؤخرا من الكشف عن خلية لحزب الله في تركيا، كانت تستعد للقيام بعملية انتقامية ضد مصالح إسرائيلية، وذلك انتقاما لاغتيال قائدها العسكري عماد مغنية.



    وبحسب ما نشر ته الصحيفة ، فان العديد من المصادر التركية، أكدت صحة الكشف عن مجموعة حزب الله في تركيا، وذلك من خلال مجموعة من الصحافيين الأتراك الذين يزورون إسرائيل.



    وأشارت الصحيفة نقلا عن الصحافة التركية أن عباس حسين زاكر قائد خلية حزب الله في تركيا ، حيث كانت تخطط هذه الخلية للقيام بعمليات ضد أهداف إسرائيلية في تركيا من ضمنها طائرات إسرائيلية وكذلك يهودية.



    وأوردت صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية الدينية تقريرا لإثبات حسن النوايا الإسرائيلية تجاه تركيا من خلال إيجاد مشروعية لمنظومة العلاقات المعقدة بين البلدين، حيث أوردت عن الحاخام شوكي رايس رئيس قسم دراسات التوراة بمعهد هيرتزوج للأبحاث قوله: "إن منظومة العلاقات المعقدة بين تركيا وإسرائيل تثير من آن لآخر العديد من التساؤلات حول مدى شرعية وجود تحالفات من هذا النوع ، وقال إن هذا الأمر لا يجب النظر إليه فقط من ناحية سياسية فقط ولكن من ناحية دينية كذلك".

    وتحدث الحاخام رايس عن أن مسألة علاقات إسرائيل مع غيرها من البلاد والشعوب أمر يرجع إلى قديم الأزل .

    وقال الحاخام اليهودي إنه في حالة توافق تلك العلاقات مع مصلحة إسرائيل فإنه لامانع من الدخول في علاقات من هذا القبيل لتحقيق مصالح أمنية أو اقتصادية أو تجارية .


    إثبات حسن النية


    في الوقت الذي استبعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عودة تركيا إلى لعب دور الوسيط بين إسرائيل وسوريا رغم انخفاض التوتر بين الجانبين، أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن مبعوثا لرئيس الوزراء التركي سيصل قريبا إلى إسرائيل حاملا رسالة من القيادة التركية، وإجراء محادثات تتناول إمكانية إطلاق عملية السلام بين سوريا وإسرائيل، إضافة إلى إمكانية تقديم تركيا المساعدة لإطلاق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، حتى لو كان ذلك بطريقة غير مباشرة.



    وتأتي هذه الخطوة من جانب تركيا بعد الزيارة التي قام بها الوزير الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر إلى أنقرة ، سلم خلالها القيادة التركية رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وترى المصادر أن تنقية العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد بدأت بعد توتر وصل حد الأزمة بين البلدين.

    وتوقعت المصادر عقد لقاء قريب بين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ورجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا في حال نجحت زيارة المبعوث التركي إلى إسرائيل التي ستستمر أياما ثلاثة.

    قصة حب تركيا

    في محاولة لتحسين صورة تركيا في الإعلام الإسرائيلي ، كتب "تسفي برئيل" معلق الشئون العربية بصحيفة " هاآرتس " العبرية مقالا تحت عنوان " قصة حب تركيا"، أشار فيه إلى أن تركيا في نظر إسرائيل تعد كدولتين الأولى العسكرية، والشقيقة التوأم لإسرائيل ، والثانية السياسية ، التي تميل إلى الإسلام ، وتتقرب من سوريا وإيران .

    واستطرد المعلق الإسرائيلي بالقول: إن إسرائيل المعتزة بنفسها قررت بصورة تقليدية، عدم التعامل بجدية مع السياسيين الأتراك، وأن تقرب إلى قلبها الجيش التركي. ويرى المعلق الاستراتيجي في ختام تحليله لتصاعد التوتر بين الدولتين أن تركيا تغيرت ، وقبل كل شيء لنفسها ، فهي قد اعترفت بإسرائيل في 1949 , لكن تركيا تريد حليفا لا يحرجها ، لا في نظر مواطنيها ولا في نظر حلفائها الآخرين ، وإسرائيل ليست كذلك.


    معركة لا طائل من ورائها


    وحول التحفظ الإسرائيلي إزاء استئناف الوساطة التركية بين إسرائيل وسوريا ، ذكرت صحيفة " هاآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها انه خلافا للحكمة السياسية ، فقد أعلن رئيس الحكومة" بنيامين نتنياهو "عن تحفظه إزاء استئناف الوساطة التركية بين إسرائيل وسوريا ، وذلك في ضوء السلوك التركي في المدة الأخيرة .


    وتقول الصحيفة أن نتنياهو في اعتقاده أن تركيا لم تعد تحظى بوصف " الوسيط النزيه " , وأضرار الأقوال النابية لنتنياهو تعود على تركيا وبالأخص على رئيس حكومتها رجب طيب اردوجان، الذي وظف هذه الأقوال كواحد من أشكال الانتقادات تجاه إسرائيل .


    ودعت الصحيفة الجانبين الإسرائيلي والتركي على حد سواء للهدوء لأن هذه المعركة الثنائية لا طائل من ورائها نظرا لمنظومة العلاقات التركية الوطيدة مع إسرائيل ، وكذلك مع دول أخرى مثل سوريا . كما أشادت بالدور التركي في إحياء المفاوضات بين إسرائيل وسوريا والخدمات الطيبة التي قدمتها تركيا أيضا في حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين والمفاوضات بشأن إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط . وفي ختام الافتتاحية التمست "هاآرتس " لتركيا العذر في مناهضتها للممارسات الإسرائيلية ، حيث أشارت إلى أنها ليست الدولة الوحيدة الصديقة التي انضمت للغضب الدولي على الشكل الذي أصابت به إسرائيل السكان الأبرياء في عملية " الرصاص المصبوب " في غزة .

    RSS Feed Subscribe to our RSS Feed

    Posted on : | By : aziz829 | In :