خبرية علمية ثقافية طبية اقتصادية اجتماعية

    الشماخ .. اللاعب الشجاع الذي هز فرنسا وفضح إسرائيل

    في ذروة التداعيات المؤسفة التي صاحبت مباراتي مصر والجزائر في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 ، فاجأ لاعب كرة القدم المغربي مروان الشماخ الجميع بقرار لم يكن جريئا وشجاعا فقط وإنما فضح أيضا إسرائيل في عقر دار الغرب وأعطى زخما إضافيا لقضية الشعب الفلسطيني المنكوب بالاحتلال بل وسبب حرجا بالغا لمثيري الفتنة بين مصر والجزائر الذين أساءوا كثيرا لكفاح ونضال الشعبين الشقيقين عبر تبادل الاتهامات بالعمالة لتل أبيب بدلا من التوحد لمواجهة الخطر الصهيوني الذي يستفحل يوما بعد يوم ولا يفرق بين عربي وآخر .

    وكان المهاجم المغربي مروان الشماخ لاعب "بوردو" الفرنسي رفض السفر إلى إسرائيل مع فريقه الذي قابل "مكابي حيفا" الإسرائيلي في الجولة السادسة والأخيرة من دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا والتي انتهت بفوز بوردو بهدف دون مقابل.

    وتحت عنوان " ضجة في فرنسا بعد رفض المهاجم المغربي مروان الشماخ السفر للعب في إسرائيل" ، نقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن الشماخ القول لوسائل الإعلام في 13 ديسمبر / كانون الأول :" الكل يعلم أنني مسلم وتحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة العديد من الأمور غير المقبولة ومن بينها عملية استيطان الصهاينة في الضفة الغربية وهذا ليس من حقهم".

    وأكد الشماخ أنه يتحدث كإنسان وليس بصفته لاعب كرة ، قائلا :" أنا إنسان وعندي قلب وأشعر بنفسي معنيا بالأمر حينما أراهم يقومون بإيذاء الناس في فلسطين" .

    وفيما استقبلت الجماهير المغربية تصريحات الشماخ بترحاب شديد وأشادت ببطولته كثيرا خلال المنتديات ، أثار موقفه ضجة في فرنسا حيث بدأ اللوبي الصهيوني حملة شرسة ضده في محاولة للتأثير على اتحاد كرة القدم الفرنسي لمعاقبته.

    ورغم أن اللاعب قد يتعرض لعقوبات بالفعل ، إلا أن هذا لن يؤثر بشكل كبير على مستقبله الكروي ، فالنجم المغربي البالغ من العمر 23 عاماً والذي كان تألق مع منتخب بلاده في كأس الأمم الإفريقية بتونس 2004 وكان ضمن أفضل خمسة لاعبين في القارة الإفريقية لعام 2006 وقع عقدا مع فريق بوردو ينتهي في 2010 ، ويتردد على نطاق واسع أن فريقي مانشستر سيتي ونيوكاسل البريطانيين يسعيان لضمه لصفوفهما.

    وسواء حدث ذلك أو لم يحدث فإن شجاعة الشماخ ستبقى علامة مضيئة في تاريخه بل إنها أكدت أن الرياضة هى سفير العرب في المحافل الدولية ويمكن أن تخدم قضاياهم السياسية بشكل كبير .

    اعتقال ليفني


    تسيبى ليفنى

    وما يضفي أهمية إضافية على شجاعة الشماخي هو أنها تزامنت مع عدد من الصفعات التي تلقتها إسرائيل في أوروبا في الأيام الأخيرة والتي تصب جميعها في خدمة القضية الفلسطينية بل وتحرج الصمت العربي وتدفعه للتحرك عمليا باتجاه عقاب إسرائيل دوليا.

    ففي 13 ديسمبر ، أصدر القضاء البريطاني قرارا بإلقاء القبض على وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في حال دخولها الأراضي البريطانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة ، الأمر الذي أجبرها على إلغاء زيارة كانت مقررة للندن لحضور مؤتمر الصندوق القومي اليهودي .

    هذا القرار يشكل ضربة موجعة لإسرائيل ويؤكد أن قادتها سواء السياسيين أو العسكريين لن يفلتوا من الجرائم التي ارتكبوها إبان العدوان الأخير على غزة ، بل إن ما حدث مع ليفني هو خطوة جيدة على طريق تطبيق تقرير جولدستون بشأن إحالة قادة الكيان الصهيوني للمحكمة الجنائية الدولية أو على أسوأ الأحوال للمحاكم المختصة داخل الدول الأوروبية .

    وبجانب القرار السابق ، فإن الاتحاد الأوروبي أقدم في الأيام الأخيرة على خطوة أخرى مهمة ، ففي 8 ديسمبر ، أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بيانا أكدوا خلاله أن القدس هي مدينة محتلة ويجب أن تكون عاصمة لدولتين : إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية وذلك في نطاق تسوية سلمية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

    وشدد الاتحاد في البيان على رفضه لقرار إسرائيل ضم القدس الشرقية المحتلة ، قائلا :" لن يعترف الاتحاد الأوروبي بأية تغييرات لحدود ما قبل 1967 بما في ذلك ما يتعلق بالقدس عدا تلك التغييرات التي يتفق عليها الطرفان المعنيان ، إذا كان لسلام حقيقي أن يحل في الشرق الأوسط يجب التوصل إلى طريقة من خلال المفاوضات لتسوية وضع القدس باعتبارها عاصمة لدولتين".

    ورغم أن فرنسا نجحت في إحباط فقرة في النص الأصلي لمشروع القرار الذي قدمته الرئاسة السويدية الدورية للاتحاد تنص على تأييد جعل القدس الشرقية المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية ، إلا أن القرار في مجمله هو أمر إيجابي جدا في هذا التوقيت لأنه أعاد القدس لبؤرة الأحداث وأكد أنها مدينة محتلة ، رافضا مزاعم إسرائيل حول أنها عاصمة أبدية وموحدة للكيان الصهيوني.

    أيضا فإن القرار يكتسب أهميته من أنه جاء متزامنا مع محاولات صهيونية مكثفة لمحو الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة تمهيدا للاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية".

    ويبدو أن الأسوأ مازال بانتظار إسرائيل فالحرب الهمجية الأخيرة التي شنتها على غزة والتي لم يعرف التاريخ لها مثيلا في بشاعتها أيقظت ضمير العالم الحر من جديد وجاء تقرير جولدستون ليعري وجهها القبيح أكثر وأكثر وبات قادتها ملاحقون أينما حلوا بتهم ارتكاب جرائم حرب .

    RSS Feed Subscribe to our RSS Feed

    Posted on : | By : aziz829 | In :