لم تكتفي المهندسة المصرية الشابة نرمين بليغ بالعمل بأكبر المكاتب الاستشارية الهندسية ولم يقف طموحها إلى هذا الحد ،ولم تشعر بأنها حققت كل أحلامها لإثبات ذاتها وما كانت تطمح في الوصول إليه بعد أن اعتادت على الاستفادة من خبراتها في مجال الهندسة ، ومع الوقت دفعتها الجرأة إلى عمل مشروع جديد من نوعه ، وعلى مدار سنوات قليلة تمكنت من أن تكون صاحبة أول مكتب هندسي الالكتروني بالشرق الأوسط يقدم خدمات التصميم والديكور.
عرفينا بنفسك من هي نرمين بليغ ؟
نيرمين بليغ عبد المنعم هى نفسها المهندسه نور ، فتاة مصرية حصلت على بكالوريوس الهندسة المعمارية ، تدربت وعملت مع أكبر المكاتب الاستشارية منذ العام الأول لتخصصي.
حصلت على العديد من الدورات فى البناء و التصميم و كيفية إدارة العمل وتطويره ، ودرست احتياجات المواطن العربي و كيفية التعامل معه ، الأمر الذي مكنني من عمل مجموعة كبيرة من التصميمات المختلفة في بلدان عربيه و أوروبية ، بالإضافة إلى تقديم خدمات استشارية فى اكثر من منتدى هندسى مختص بالعماره و البناء .
وفى النهاية قمت بتأسيس مكتب "اركى ميكر" الهندسي في يونيه 2005 وهو مكتب متخصص فى كل التصميمات الهندسيه (معمارى - إنشائي - اليكترومايكانيك - ديكور - حساب كميات ).
كيف جاءتكِ فكرة إنشاء أول مكتب هندسي الكتروني ؟
في الواقع الفكرة جاءت بعد أن شاهدت حلقه مميزة "لأوبرا وينفرى" التي استضافت مجموعة من سيدات أعمال بدأن أعمالهن من البيت من أفكار صغيرة , ثم توسعن فى العمل بعد ذلك , أبهرتني الفكرة وأعطتني حافز قوى للبدء بالعمل من المنزل , و من هنا بدأت في التفكير بالمكتب الهندسى الاليكترونى , فأينما كنت أدير أعمالي سواء في المنزل أو في أي مكان آخر .
هل الفكرة تلقي رواجاً والمكتب له رواد من جميع أنحاء العالم العربي؟
نعم يلقى رواجاً من جميع أنحاء الوطن العربي ولكن لم يأتِ فجأة ، في البداية كان الأمر غاية في الصعوبة وأخذ منى سنوات لدراسة هذا العمل و تطويره لتلافى أي أخطاء ، وأهم نقطة تهمنا هي كسب ثقة العميل, إلى أن تبلورت الفكرة وأصبح للمكتب اسم و هيكله و عملاء من كل انحاء العالم العربى .
لا شك أن مجال العمل على الإنترنت لم يحظي إلي الآن بالثقة الكاملة لدى كثيرون ، كيف تتعاملين مع هذه الأمور لبناء جسر من الثقة مع زبائن المكتب؟
ديكورات وتصميمات لأحد الفيلل
ثقافة التعامل بالإنترنت لم تحظى بالثقة إلى الآن بشكل كامل بل جزئى , هذا الأمر سيأخذ بعض الوقت إلى أن يثق المواطن العربى فى المكاتب الاليكتروني بصفة عامة ، والهندسية بصفة خاصة والمهندس المتميز هو من يقبل التحدي ويستطيع تقديم خدمه مميزه للعميل بدون أن يقابله وجهاً لوجه.
هذه المواقف تتطلب مني التعامل بهدوء وببساطه لكسب ثقة العميل , لأشعره بأهميته وأهمية تصميمه ، لأننا كفريق عمل نحاول أن نشعر عملائنا أنه يحظى باهتمام من نوع خاص كأنه منزلي الخاص.
أما بالنسبة للتعاملات الأخرى فيما يتعلق بتنفيذ المهام المطلوبة من المكتب ، فالعميل لدينا حقوقه محفوظة ، ومكتبي يلتزم بكل ما اتفقنا عليه حرفيا , إلى أن يشعر أن المكتب أصبح صديقه المفضل الذي يلجأ إليه بعد ذلك فى كل استشاراته, غايتنا ليست الكسب فقط بل التميز و السعى لراحة ورضا من يتعامل معنا داخل مصر أو خارجها .
ما هى أكثر المشاكل التى تواجهينها كامرأة تعمل فى هذا المجال، وهل تجدين صعوبة فى قيادة فريق عمل كامل معظمه من الرجال ؟
أواجه مشكلة إذا تعامل عميلنا مع مكاتب تقوم بأعمال مشابهة هدفها ليس العمل فى المقام الأول , وهنا يأتى العميل مشبع بالأفكار الخاطئة سواء هندسيا أو ريبة بشأن التعامل عن طريق الانترنت , وبذلك يقع على عاتقي تغيير الفكرة وهذا أمر غاية فى الصعوبة ، أيضاً مطلوب منى التواصل 24 ساعة مع فريق العمل لحل المشاكل المتعلقة بالمهندسين و العملاء .
أما بالنسبة لفريق العمل ، لا أجد صعوبة أو مشاكل فى التعامل معهم لأنهم فى الأساس زملاء وتربطنا لغة حوار مشتركه في إطار حدود العمل , وإذا كانت العلاقة مبنية على الاحترام وتتمتعين بالثقافة التى تؤهلك لامتلاك زمام الأمور تكون التعاملات سهله و سلسة سواء كنتِ تتعاملين مع الرجال أو النساء.
اشرحي لنا ببساطة فكرة الهندسة الإلكترونية أو الديكور الإلكتروني ؟
الهندسة الالكترونية ما هي إلا تطور للمكاتب الهندسية , وبتواجد الإنترنت أصبح الجميع مقيد بعالمه، وبالتالي تطورت الهندسة لأنها أساس تنميه البشر لذا يجب أن تسايرنا هى الأخرى ، ومن هنا نشأت فكرة أو مصطلح المكتب الاليكتروني وهو مكتب يتواجد معك أينما كنت بأى وقت , يصمم ويجيب على أي استفسار ، كما يمكن للمتعاملين مع الحصول على أي استشارة هندسية ببساطه شديدة وفى اى مكان .
هل رواد المكتب من السيدات أم الرجال ؟
رودا المكتب أغلبهم من الرجال سواء أفراد أو أصحاب مكاتب و شركات ,وبالمقارنة فإن تواجد المرأة قليل وقد يكون ذلك إلى طبيعة المجتمع واحتكاك الرجال الأكثر بمثل هذه الأمور.
ما هي أكثر أفكار الديكور إقبالاً ورواجاً ومطلوبة دائما ؟
"الاستيل" لازال الأكثر طلباً يليه "المودرن" ، أما الأفكار فهي متنوعة ، ولا توجد فكرة محدده مطلوبة ، فلكل شخص ذوقه الخاص و طلباته المبتكرة.
من وجهة نظرك كمهندسة متخصصة ، ما هى أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع بها العروسين أثناء اختيار أثاث أو ديكور عش الزوجية ؟
الخطأ الأول "الاستعجال" يليه سوء التنسيق عن طريق اختيار لون الحائط قبل شراء الأساس أو العكس , ونجد أن أغلب المقبلين على الزواج يقوموا بتشطيب الشقه ثم يبحثوا عن الأثاث دون أي تنسيق مسبق أو تررتيب للأفكار ومن هنا تأتى الأخطاء ، ولكن الأفضل هو الاتفاق مسبقا على الوان محدده يلتزموا بها , هذا الأمر سيساعدهم فى ديكور البيت ككل .
وما هي نصائحك لكل عروسين لاختيار الأثاث المناسب والديكور المتوافق مع الأثاث ؟
أول شىء هو أن يصل الطرفين معاً إلى نقطه تفاهم فى الذوق العام , لأن فى لكل واحد منهم ذوقه الخاص وأحياناً يصمم كل طرف على رأيه مما يتبعه شد وجذب ينتج عنه ا المشاكل و تذبذب في الاختيارات .
لذا انصحهم باختيار الألوان التي تقبل أكثر من احتمال , مثل البيج و الابيض و الرمادى و الاوف وايت فهذه الالوان تقبل ان تمتزج باكثر من لون آخر , و هناك الوان "الباستيل" الهادئة التي تعطي انطباع الدفء بالبيت و تقبل الألوان الأخرى.
ما بين الاستيل والمودرن وما بين الفخامة والبساطة تختلف الأذواق ، فهل هناك صرعات في الديكورات ؟ وما هي موضة هذا العام في الأثاث والديكور ؟
بالرغم من أنني لا أحب تعبير الموضه فى الديكور ، لأن ذلك يعتد على ذوق كل شخص وكيف يري راحته فى منزله ويبدع بتميز في ديكوراته ، فكل منا يستطيع أن يصنع الموضة التى تتلائم معه ومع راحته وفةى الوقت نفسه لا تعجب ولا تناسب الآخرين إلا أنه يراها موضه الخاصة جداً .
لذا أقول لكل ربة منزل تبحث عن الجديد فى عالم الديكور بأن تتبع إحساسها و ما تفضله فى ديكور بيتك.. فاختيارك هو "الموضة" .
والبساطة مازالت تفرض ذوفها على الكل و بما أن "المودرن" هو مصطلح مرادف للبساطه فـ"الالترا مودرن" هى صرعه الديكور الجديدة بالعالم كله ، نظراً لتميز هذا النوع بمزيد من البساطة في الألوان والأثاث بالإضافة إلى أنه يعطي إحساساً بالاتساع و الفراغ .
غرفة معيشة بأحدد الفيلل السكنية بالسعودية
ما هي أحلامك وطموحاتك ؟ وأين أنت من العالمية ؟
أتمنى أن يصبح مكتبي من أفضل المكاتب الهندسية العربية التي تمتلكها امرأة في العالم , وأن تكون تجربتي مصدر إلهام إلى كل أم أو فتاه بالبيت، وتتعلم أن لا تتنازل عن أحلامها و طموحاتها ، و تفكر في كيفية إخراج مواهبها والمتاح لها من مقرها "البيت" .
أما بالنسبة للعالمية فمازال الطريق طويل لهذا , إلا أني لا أتوقف عن المحاولة و السعي , وأحاول أن افتح أسواق جديدة هناك , وأتمنى من الله سبحانه وتعالي التوفيق.
ما هي مشروعاتك القادمة ؟
أقوم الآن بالتخطيط لأول منتجع للمعاقين فى مصر ، فكرته مستوحاة من البدائية في كل شيء ، وأنا متحمسة لهذه الفكرة و متشوقة لرؤيتها على الواقع ، كما أقوم بالتصميم المعماري و الديكوري لأكثر من فيلا بالسعودية وليبيا و القاهرة.
كونك امرأة شابة صاحبة مشروع مستقل وناجح ما هى النصيحة التى يمكنك تقديمها للشباب؟
كي ينجح أي مشروع يجب أن يتحلي الشاب بالطموح ، السعي بإخلاص الاختلاف و الصبر تلازمهم الثقة بالنفس و اتقاء الله.
RSS Feed
Subscribe to our RSS Feed