خبرية علمية ثقافية طبية اقتصادية اجتماعية

    شتائم بالأم والأب وسب الدين بسبب حماس

    شهدت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب المصري امس الاربعاء خلال اجتماعها المغلق برئاسة رئيس المجلس الدكتور فتحي سرور، مواجهات ساخنة بين نواب الحزب الوطني الحاكم والمعارضة من الإخوان والمستقلين وصلت لحد الشتائم والسباب، وذلك عند مناقشة عددا من طلبات الإحاطة حول بناء الجدار الفولاذى على الحدود المصرية مع قطاع غزة.

    وكان سرور قرر إغلاق الاجتماع وجعله سريا، ورفض حضور المحررين البرلمانيين، قائلاً: "إن مثل هذه الاجتماعات فى كل برلمانات العالم تكون مغلقة لأنها تناقش موضوعات فى غاية الحساسية".

    وحسبما ذكرت صحيفة "المصري اليوم" في عددها الصادر اليوم الخميس، فقد انسحب نواب كتلة " الإخوان" من الاجتماع بعد أن فوجئوا بالنائب بدر الدين القاضى (لواء شرطة سابق) يسب لهم الدين ندما قاطعوه لسبه حركة حماس الفلسطينية.

    وقال القاضى: "الشعب الفلسطينى على راسنا، لكن ولاد الوسخة.."، مشيراً إلى حركة حماس فى غزة، فقاطعه نواب "الإخوان" احتجاجاً على سب الحركة، فسارع النائب إلى سب الدين للنواب.

    وقرر الدكتور فتحى سرور شطب كلمتى "ولاد الوسخة" من مضبطة الاجتماع. وتبادل نواب "الإخوان" الاشتباك اللفظى مع نائب الحزب الوطنى نشأت القصاص الذى اعترف لـ "المصرى اليوم" بأنه قال لنائب إخوانى (لم يحدده): "أنا أشرف منك يا ابن الكلب"، بعد أن سمعه يقول له: "انت إسرائيلى". واتهم النائب حازم حمادى ،وهو ضابط شرطة سابق، نواب الإخوان بـ "العمالة".

    وفشل المهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الحاكم، فى احتواء الأزمة، حين توجه برفقة النائب حسين مجاور، رئيس لجنة القوى العاملة، إلى نواب "الإخوان"، واجتمعا مع الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس كتلة "الإخوان".

    واجتمع سرور، فى مكتبه، بعدد من نواب "الوطنى" والمستقلين بحضور أحمد عز، والدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، لبحث أزمة تبادل السباب بين النواب.

    وطالب النواب المستقلون بإحالة النائب بدر الدين القاضى إلى لجنة القيم بالمجلس للتحقيق معه، فيما طالب نواب "الوطنى" بإحالة النائب محمد العمدة (ممثل الحزب الدستورى الحر) إلى لجنة القيم أيضاً لتمزيقه طلب الإحاطة الذى قدمه حول "الجدار الفولاذى"، وإلقائه من على منصة الاجتماع حيث يجلس سرور.


    محمد سعد الكتاتني

    مشادة بين عز والكتاتني

    محمد سعد الكتاتني


    في غضون ذلك، شهد الاجتماع الذى عقده سرور بمكتب د. مفيد شهاب بالمجلس، عقب اجتماع لجنة الدفاع مشادة عنيفة بين المهندس أحمد عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة، ود. محمد سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان، حيث اتهم عز الإخوان بأنهم لا يحبون مصر، فرد عليه الكتاتنى قائلاً: "وانتو بتنهبو مصر"، وتدخل النواب الذين حضروا الاجتماع لتهدئة الموقف.

    ورفض نواب كتلة الإخوان المسلمين والمعارضة بمجلس الشعب قرار الحكومة المصرية ببناء جدار فولاذي مع غزة، و أكد أن التهديد الحقيقي للأمن القومي المصري يأتي مع العدو الصهيوني المغتصب، لافتين إلي أن الشعب الفلسطيني الأعزل من نسائه وأطفاله في حاجة إلي المساعدة المصرية.

    وحسبما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "الاسبوع"، أشار النواب في مؤتمرهم الصحفي الذي عقد مساء امس، الأربعاء، أمام بوابة مجلس الشعب إلي أن ما يحدث يعد مجزرة حقيقية للشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين من الآلة الصهيونية المفترسة.

    وطالب النواب في بيانهم ضرورة فتح المعابر، وفك الحصار، والسماح بدخول احتياجات الشعب الفلسطيني، وأدان النواب من المعارضة والإخوان الإساءات التي تعرضوا إليها من قبل زملائهم من نواب الأغلبية.

    وأشاروا إلي الأمر سيتم عرضه ومناقشته خلال اللجنة العامة الأحد القادم بحضور ممثلين من المعارضة والمستقلين.

    من جانبه، أكد الدكتور حمدي حسن المتحدث باسم كتلة "الاخوان"، أن لغة الحوار التي تحدث بها نواب الحزب الوطني خلال الاجتماع المغلق بلجنة الدفاع والأمن القومي تؤكد صورة التدني التي تشهدها مصر علي كافة المستويات، مستغلا في ذلك الواقعة التي شهدتها لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب هذا الأسبوع، بعد قيام وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالي بسبب الدين.

    وقال حسن: "إن ما حدث اليوم من اعتداءات سافرة علي نواب الإخوان لا يمكن قبوله، مشيرا إلي أن النائب أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني، توجه إليهم داخل حجرة المستقلين بعد انسحابهم من الاجتماع للاعتذار".

    وكشف حسن عن عدم قبول جموع الشعب المصري فكرة بناء جدار فولاذي علي الحدود المصرية، وتساءل "هل مستقبل مصر أن تقوم إثيوبيا بحجب منابع نهر النيل عن المصريين، وماذا سيكون حال مصر إذا حدث ذلك، وأكد أن العلاقة بين مصر والشعب الفلسطيني هي الأجدر بالاهتمام، لافتا إلي الإنشاءات الهندسية التي يتم بناؤها الآن عبر الحدود المصرية مجهولة الهوية".

    وهو ما أيده النائب محمد البلتاجي، عضو كتلة الإخوان، الذي أكد أن الصحف الإسرائيلية قامت بنشر كافة المعلومات المتعلقة ببناء هذا الجدار في الوقت الذي امتنعت فيه الصحافة المصرية عن نشر معلومة واضحة عن الجهة التي تقوم بتمويل عمليات بناء الجدار.

    ورفض البلتاجي ما حدث من تصرفات وقعت من نواب الحزب الوطني، مبينا أن هذه التصرفات خرجت عن السياق البرلماني مما يتطلب إحالة النواب الذين بدر منهم الإساءة إلي لجنة القيم.

    ووصف النائب المستقل سعد عبود الإنشاءات التي تتم عبر الحدود المصرية بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وقال "القضية لم تعد قضية جدار، وإنما قضية أمن قومي فلسطيني، لافتا إلي أن مصر هي الدولة الأولي برعاية المصالح الفلسطينية".

    "الجدار العنصري"

    في هذه الأثناء، شن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية خالد البطش هجوما حادا على النظام المصري، واصفا الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة بـ"الجدار العنصري"

    ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" عن البطش، قوله: "إن قيام مصر ببناء الجدار الفولاذي مرفوض جملةً وتفصيلاً، وليس له ما يبرِّره على الإطلاق شرعًا وقانونًا، وهو خطأٌ كبيرٌ وقعت فيه القيادة المصرية، خاصةً في الوقت الذي تهدِّد فيه "إسرائيل" بشنِّ عدوان جديد على القطاع".

    وطالب البطش بضرورة التوقف الفوري عن بناء ذلك الجدار، مؤكدًا أن الفلسطينيين لم يشكِّلوا ولن يشكِّلوا في أي يوم من الأيام أية خطورة على الأمن القومي المصري.

    كما طالب القيادي في حركة الجهاد، مصر بالمساهمة في تخفيف الحصار المفروض على القطاع بدلاً من تشييد ذلك الجدار، مذكرًا أن مصر دفعت ثمنًا كبيرًا من شهدائها من أجل تحرير فلسطين واسترجاعها.

    وأكد أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو توحيد الصف الفلسطيني والالتفاف حول خيار المقاومة.

    RSS Feed Subscribe to our RSS Feed

    Posted on : | By : aziz829 | In :